دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بوابة العقل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بوابة العقل

    بوابة العقل


    من أجل نهضة إسلامية معاصرة


    ما قيل في العقل بحثا في العقل لم يصل الى منصة علمية ذات جدوى مستقرة كثابتة علمية فالعقل لا يزال بلا جواب ومن ذلك فمحاولتنا تكون في تثويرة صفة القرءان التذكيرية وهي صفة تمنح العقل فرصة دخول الى العقل الذي أودع الله فيه نظم تكوينية تجري فاعليات تنتج فكرا آدميا محضا وتمكن حامل العقل من أن يرى عقله في مرآة عاكسة يستطيع من خلالها التحكم ببوابات عقله في رصانة آدمية معهودة يذكرنا بها القرءان

    (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (البقرة:164)

    لفظ (تعقلون) او (يعقلون) هو من بناء لفظ (عقل) وقد ورد اللفظ عموما في القرءان قرابة 50 مرة وكلها ترتبط بحافز عقلاني يؤكده القرءان للذكرى عسى أن تقوم ذكرى بين يدي حامل القرءان ... العقل هو خلق الهي لم يعرف حامله العاقل بنفسه وبقي العقل حبيس المجهول منذ بداية حضارة الانسان لغاية أوج النشاط الحضاري المعاصر وبقي العقل بلا جواب ولكن ذلك لا يعني استحالة العقل على العقل الا إن منهجية الامساك بعلوم العقل انحرفت عن مسارها واعتمدت العلوم الحضارية على العالم المادي المكتسب تجريبيا وتركت العالم اللامادي لمجهولية مضامينه فضاع العالم الاخر المرتبط تكوينا (عقل + مادة) في الخلق (رب العالمين) من خلال التمسك باحدهما في انشطة العلم (المادي) وتصور العلماء ان العالم المادي هو وعاء العلم المتكامل ومن خلاله تصور البشر أنهم قادرون على التحكم بعقولهم من خلال الامساك بالمادة ونظمها وما هي الا جنحة زمن حتى بانت مخاطر جمة في تطبيقات علوم المادة بمعزل عن علوم العقل في تدهور بيئي (مادي) يقض مضاجع الاولاد والاحفاد ... خارطة الخالق في القرءان تذكرنا

    (عَلَّمَ الأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق:5)

    وهو تذكير واضح يمكن أن يشغل ذاكرة حامل القرءان فيرى إن الحيوان لا يمكن أن يعلم الا في حدود غريزية محددة فهي تمتلك سقفا عقلانيا غير مرتفع كما عند الانسان فقد فشلت كل المحاولات التعليمية التي استخدمت سلوكيا مع الحيوان فلو استطاع الانسان أن يدرب القرود على حوي الغلة (مثلا) او تشغيل المكائن لاصبح القرد او غيره رديفا للبشر في مهمات عقلانية الا ان الاستثمار الحيواني من قبل البشر انحسر في ميزان الغلة الحيوانية والقوى فقط (مادي) في السفر وحمل الاثقال وحراثة الارض ولم يعبر سقف ذلك الى العالم اللامادي (العقل) ولم يستطع البشر أن يستخدم الحيوان مستثمرا عقله بل مستثمر لمادياته فقط ..

    اجرت باحثة امريكية بحوثا تجريبية على سلوكية طفلتها بعد بضعة اسابيع من ولادتها بالتناظر مع طفلة لمخلوق القرد بنفس العمر فشاهدت أن طفلة القرد تستوعب المفردات التذكيرية اكثر من الطفلة البشرية وكان البحث يخص الاشياء المادية كاشكال الكرات واشكال هندسية اخرى والوانها وبعض الاطعمة مما اذهل الباحثة الامريكية وتصورت انها اكتشفت شيئا كبيرا الا ان الحال انقلب بعد مرور سنة من عمر التجربة حيث بدأت الطفلة البشرية مستعدة لاستعياب كم هائل من البيانات للاشياء بدلالة القدرة على (تذكرها) للمواد التي ادخلت التجربة السلكوكية في حين توقفت طفلة القرد عند حدود كانت تمثل الحد الاعلى لاستيعاب البيانات التي تخزنها الذاكرة بدليل عدم استطاعة طفلة القرد من استرداد الخزين العقلي (تذكر) في حين استمرت الطفلة البشرية بتزايد مطرد مما اضطر الباحثة الى اعلان نتائج البحث بصيغتها الفاشلة تحت عنوان (زراعة العقل في عقلانية الحيوان) لمستوى طموح استثماري لعقل الحيوان وتلك هي تجربة معلنة تصلح أن تكون معيارا في العقل يقوم بعملية تذكير حامل القرءان أن الله (علم الانسان ما لم يعلم) كما إن مداركنا مع الحيوانات الاليفة تمنحنا نفس النتيجة فطرة نراها بين ايدينا ومن تلك التجربة تكون نتيجة الا وهي (لن يكون للعقل البشري تعليم ذاتي مطلق ـ مفتوح ـ كما يتصور الناس في العلوم المكتسبة) .

    العلم المكتسب من جهد فردي او منظومة علمية او معلم بشري او من كتاب متخصص في العلم او من رأي فلسفي او من الاسرة والبيئة وغيرها انما هي علوم تمتلك سقفا لا يمكن عبوره كما حدث عند الباحثة الامريكية مع طفلة القرد .. أي ان العلوم المكتسبة تبقى فعالة لحدود محددة لا يمكن عبورها وبالتالي يعجز الانسان من مواصلة مساره العلمي الا عندما تكون التغذية العلمية من الخالق وفق نظم سطرها القرءان ودل عليها دلالات واضحة بموجب سنة تذكيرية يستنير من خلالها عقل حامل القرءان ولا يوجد أي شرط لتلك المنهجية سوى التطهر (لا يمسه الا المطهرون) ... والتطهر هو في هجر حاكمية المعارف والعلم المكتسب وتحويله الى معايير في الذاكرة قابلة للأستدعاء من الذاكرة ولن تكون لحاكميتها هيمنة ويقوم الاتكاء العلمي العقلاني بشكل تام على العلم المأتي من مصدر العلم التكويني الذي يمتلك حاكمية نافذة مطمئنة وهو من علم يؤتى من الخالق (علم الانسان ما لم يعلم) وادوات تلك المنهجية هو (مس) القرءان وتلك ناصية فكر مثلى تترابط مع علوم الله المثلى التي وردت في الامثال القرءانية .

    من تلك البؤرة الفكرية يقوم المبرر الكبير الذي فيه تم حجب تفسير القرءان من قبل المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام لان القرءان (مذكر) يذكر حامله وقد لا يتفق اثنان على التذكر من نص قرءاني واحد لحالة واحدة متطابقة فعلى سبيل المثال لغرض التوضيح

    (فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (الصافات:144)

    ففي هذا النص قامت عندنا (ذكرى) أن المخلوقات المائية لا تمر بمرحلة الشيخوخة والا كيف يبقى مخلوق الحوت مع يونس الى يوم يبعثون ..؟ وعندما بحثنا هذه النتيجة التذكيرية مع متخصصين في علوم الاحياء المائية استنفرت عقولهم واجابوا بالايجاب فقد أعلمني احدهم أن سلاحف القيصر الروسي الاخير بلغ عمرها قرابة ثلاثة قرون وهي في حديقة حيوان في روسيا وأبلغني متخصص في الثروة السمكية أنه عندما فحص سمكة بحرية صغيرة بطول 10 سم بطريقة نصف عمر الكاربون العضوي المشع (c 14 ) ظهر إن عمرها عشرة الآف سنه ..!! وسط ذهول أكاديمي لم يجدوا له تفسيرا الا إن الذكرى القرءانية وضعت لحامل القرءان وسيلة تذكيرية ربطت المخلوقات المائية بانعدام الشيخوخة فيها ..!! تلك (الذكرى) سوف لن تكون الوحيدة من النص القرءاني فالنص الشريف يكون سببا ليتذكر العقل أكثر من سبب تذكيري ذلك أن قيام معايير متعددة ترتبط مع حاجة حامل القرءان ازاء للنص القرءاني بين يديه (حنيفا) حيث تقوم حاجات متعددة من نفس النص وعلى سبيل المثال تقوم ذكرى مصاحبة لمثل يونس في أن العقاب الدنيوي مستمر لا ينقطع الا عندما تفعل قوانين الله فعلها التام الشامل حتى قيل في الفكر العقائدي في (عذاب القبر) او ما سمي بـ (عذاب البرزخ) ولن ينجو الغارق في العذاب الا عندما تكون تطبيقاته لسنن الخلق أن (يكون من المسبحين) فكان عقاب يونس منقطع (قصير) لانه كان في نشاطه الحياتي يتطابق مع سنن الخلق التكوينية ولا يخالفها (يسبح فيها) فهو من المسبحين وبذلك يكون غير يونس من غير المسبحين في عقاب دائم غير منقطع ... ويأتي حامل آخر للقرءان فيأخذ من النص الشريف ذكرى اخرى واخرى واخرى مرتبطة بمعايير مختلفة وحاجات عقلانية مختلفة وفيض لا ينتهي من مسببات ومعايير التذكير وهذه المعالجات هي سنة في العقل يعرفها الانسان بفطرته فعندما يتحدث متحدث ما وسط مجموعة من الناس فان كلام المتحدث سوف يقوم بتذكير سامعيه باشياء لا يشترط أن تكون متطابقة فعندما يقول الخطيب عليكم تربية اولادكم لجيل غير جيلكم فهذا الرجل (مثلا) يتذكر ضرورة التعليم الجامعي وآخر يتذكر ضرورة تعليم اولاده قيادة الطائرات وآخر يتذكر تعليم اولاده حصانة الدين ضد انفلات اكثر قساوة من جيله واخر يتذكر ضرورة تزويج البنت مبكرا او اخر يفكر بضرورة تاخير زواج اولاده ... كل حسب ما يتذكر وحسب ما يمتلك من معايير معرفية تقيم الذكرى في عقله .

    تلك الرجرجة العلقلية هي التي تدفعنا الى عقلانية تبرير سكوت المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام عن تفسير القرءان فتكون هنا ذكرى عدم تفسيره لأنه غير قابل للتفسير بتكوينته بل هو للتذكير حسب حاجات الناس واكثر تلك المعضلات شهرة بين المسلمين سكوت الرسول عليه افضل الصلاة والسلام عن الحروف المقطعة في القرءان ولكنه تصدى في مهمته الرسالية الى تعليم قومه شيئا اخر غير تفسير القرءان

    (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (آل عمران:164)

    هو الكتاب ومنه الحكمة وهو الوعاء التنفيذي لسنن الخلق المسطورة اجمالا في القرءان ومنها الصلاة المنسكية والحج والوضوء وغيرها كثير في السنة النبوية الشريفة التي كانت تصب في الوعاء التنفيذي وهي مهمة تنفيذية تصنع هيكلية القانون التنفيذي لسنن الخلق ولن تكون في الوعاء التذكيري وإن عملية الفصل الفكري بين لفظين لوصفين في التكوين (الكتاب والقرءان) هي التي تدخل بوابات العقل لحامل القرءان فلماذا يعلمنا رسولنا الكتاب ولا يعلمنا القرءان .. ذلك لان القرءان هو للذكرى بنص قرءاني يذكرنا ايضا

    (ص وَالْقُرءانِ ذِي الذِّكْرِ) (صّ:1)

    كما يؤكد القرءان تلك الذكرى ليتذكر الانسان أن الرسول في القرءان يمتلك صفة المذكر

    (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ) (الغاشية:21)

    فما ذكره الرسول عليه افضل الصلاة والسلام في يوميات المسلمين كان هو (الكتاب) ووعاء التنفيذ في تلك الحقبة من الزمن ولم يعالج كل الكم التذكيري الذي يحمله القرءان ذلك لأن الناس في زمانهم لهم حاجاتهم الخاصة بهم (حنفاء) يستخدمون الحاجات كما هي (الحنفية) التي تنفع في ملء حاجات الناس لمشاربها ولم تكن لهم وسعة الحاجات كما هو زماننا كما ستكون حاجاتنا هي ليست حاجات الناس في الزمن الاتي وبالتالي فان الذكرى التي نستخلصها من القرءان في هذا الزمن سوف لن تكون بالضرورة متطابقة مع حاجات الناس في الزمن الآتي وقد وضع القرءان نصا تذكيريا لمعالجة هذه النقطة وخصها بزمن نزول القرءان

    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرءانُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ * قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ) (المائدة:102)

    النص يؤكد أن الاسئلة هي في ظرف زمان (حين ينزل القرءان) فمن هم الذين سألوا عنها (قوم من قبلكم) وهل نزل القرءان في قوم قبل قوم المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام ..؟؟ في هذه التثويرة العقلية القاسية سيكون لنزول القرءان فهما يختلف عن الفهم القائم بين الناس فالقرءان ينزل شفاء للمؤمنين

    (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَاراً) (الاسراء:82)

    والقرءان ينزل ليلة القدر ومنه تنزيل ملائكي

    (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) (القدر:4)

    والقرءان ينزل في ليلة مباركة

    (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) (الدخان:3)

    ولكن نزول القرءان حسب معارف الناس وقع حصرا في زمن المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام ومرة قيل في ليلة القدر ومرة في شهر رمضان الا ان التاريخ الثابت انه نزل على طول فترة رسالة المصطفى وهو حي بين قومه مما استوجب فتح بوابات العقل لتقوم في ذلك تثويرة ذكرى وعندما نتذكر سنجد أن القرءان يتنزل على حامله عندما يستوفي شروط مساسه فتنزيل القرءان سيكون بوسيلته التذكيرية في عقول حملته فهو ذو صفة (تتنزل) كما يتم تنزيل (برنامج الكتروني) في ذاكرة الحاسوب فان القرءان يمنح المتذكر صفة تنزيل قرءاني مستمر ومن ذلك نفهم من النص الشريف في (لا تسألوا ,... حين ينزل القرءان) انها آية لها فاعلية على مر عمر القرءان فهي وإن شملت رعيل المصطفى عليه افضل الصلاة تشمل جيلنا كذلك ومن ثم اجيال لاحقة ولنفس الاسباب التكوينية في العقل (اسئلة تسوءكم) وما اكثرها في زماننا وما اكثرها في الزمن السابق (تسوء السائل) فيكون كافرا بها (غير قادر على حيازتها) كما يعلن احيانا ويتسائل البعض عن خلق الفساد كرديف لخلق الخير وكما يسأل كثيرون (من خلق الله) ويسأل اخرون اين الله من الظالمين والله هو الأكبر واخرون يسألون لماذا يسكت الله على الظلم .. وكلها اسئلة تسوء السائل في تكوينته العقلية وهي منهي عنها حتى يحدث القرءان الذكرى في مفاصلها التكوينية ايضا وليس ببرامجية يضعها حامل القرءان نفسه وكأنه يتطابق مع فرق العلماء التي تضع هدفا محددا ومنهجا اكاديميا لتصل لهدفها العلمي... ذلك ما يذكرنا القرءان فيه ايضا

    (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرءانِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) (طـه:114)

    ففي وحيه (تذكرته) وهي قضاء الهي ملزم (وما يذكرون الا أن يشاء الله) وبالتالي فان التسرع في القرءان فيه مخاطر الكفر بالتساؤلات التي يطرحها العقل وتسبب الحيود عن تكوينة الذكرى عندما يقيم حامل القرءان مرابطه (اختيارا منه) دون القضاء الالهي المنشود الذي جعله الله تذكرة لحامل القرءان الذي يمتلك ناصية التذكير منه (قبل أن يقضي اليك وحيه) .. العجالة فيه هو في استخدام الفاظه (عجلة العربية) فيكون التذكير (ولا تعجل) أي لا تتخذ من اللفظ (عجلة العربية) ماسكة تساؤل بل تلك هي الفاظ تذكر حامل القرءان ولا تقيم عنده صفة العابد لها بصفتها هيكلة قول (كلمة نطق) بل هي في اصلها أداة تذكير ومن عبد اللفظ (العجل) ساخت التذكرة بين يديه فالفساد مثلا لن يكون في خلق الله الا في عقوبة الخارج عن سنن الله فمن نجد فيه الفساد او حل عليه الفساد ذلك لا يعني ان الله يرعى الفساد (كفر بالسؤال) بل هو عقاب بما كسبت ايدي الناس فالعجالة بالقرءان قبل القضاء (وما يذكرون الا أن يشاء الله) تسبب سقوط في شروط مساس القرءان وتذهب عن حامل القرءان صفة التذكير القرءاني .. واذا اريد لفهم القرءان بصفته التذكيرية فان لفظ (فساد) لا يمكن أن يكون (عجلا) تنقلب اليه مقاصدنا (نعبده) بل يجب أن يكون فهم (الفساد) في التكوين حيث ستختلف عقلانية العاقل باختلاف بوابات العقل

    من تلك الاثارة الفكرية التذكيرية في قرءان يقرأ تقوم ضابطة عقل مفادها إن شروط مساس القرءان تبقى لصيقة في حامل القرءان ولا يمكن فراقها عند الغضب او عند قيام رأي معين او عند ضيق الصدر لان مثل تلك الشروط هي تكوينية مستمرة ولن تكون مثل شهادة الماجستير التي تمنح حاملها بطاقة مرور علمي مستمر بل إن شرط مساس القرءان حالة مستمرة مع حامل القرءان وليس حالة تمثل بدايات النشاط العقلي في القرءان فقط ... ذلك لأن الله هو المسيطر على بوابات العقل الايمانية بديمومة خلق دائم غير منقطع

    (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (التغابن:2)

    من ذلك نرى إن بوابات العقل مسيطر عليها من قبل الخالق في نص تذكيري كبير

    (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) (يونس:100)

    وهنا يقول العقل (الله أكبر) فالرجس قائم على الذين (لا يعقلون) وهو وصف خطير للذين يعقلون ومنها وبها يمكن أن نفهم بوابات العقل (الحق) وبوابات العقل (الزائفة) التي يستخدمها الانسان في حدود محددة قد تغرق الانسان بالرجس ..

    النفس البشرية المثقلة بالمخالفات لا تستطيع ان تلج عالم الايمان قبل أن يتم تنفيذ الشروط الالهية بدقة متناهية لان الله مسيطر على تلك الفقرة الحساسة التي تحول الكافر الى مؤمن من خلال منهجية خلق دقيقة الوصف والتنفيذ ومن هنا ترصد النفس البشرية موقعها من الخالق فتنضبط انضباطا عاليا في سنة تكوين تبحث عن الأذن الالهي للايمان لان بوابات العقل البشري مسيطر عليها بموجب علم يقوم من القرءان نتذكره وتتقبله فطرة العقل ...

    ونمسك ببوابة العقل (الذكرى) ونراها في فطرة العقل بعيدا عن العقيدة (بوابات عامة) لنتعرف على تلك البوابات في العقل وكيف تتفعل ... ونرصد الطبيب .. والمهندس .. والنجار والخياط واي راصدة لعقل بشري ينشط ويعمل سنرى إن المهندس انما يمارس هندسته من خلال (تذكر) علم الهندسة الذي تعلمه ومن خلال خبراته الهندسية فيكون نشاطه الهندسي هو سلة كبيرة للذكرى ومن خلال (تذكر) مفاصل الذكرى تقوم الهندسة في وعيه العقلي ومن هنا حق علينا ان نعتمد تلك الفطرة لنتعبرها (بوابة العقل) البشري والتي من خلالها يمارس المخلوق البشري فاعليته العقلانية (يعقل) فيكون من الذين (يعقلون) ... مثله في الوصف يكون رصد فطري مؤكد في الطبيب والفلاح والخياط وكل ناشط بشري يستخدم عقله انما سيكون (التذكير) هو بوابة العقل البشري ولو اراد الانسان ان يمارس الوجه الاخر من تلك الاثارة فيرى بعين العقل كيف يكون النسيان فهو غلق لبوابة العقل فالمهندس الذي نسي القانون الهندسي انما اغلقت بوابته الهندسية العقلانية وضاعت عليه صفته الهندسية لان بوابة العقل مغلقة وإن استطاع أن يتذكر القانون الهندسي الذي تعلمه فان بوابة العقل قد فتحت وبدأ العقل (يعقل) ... من هذه الرجرجة فان حامل القرءان سيرى ان القرءان هو بوابة العقل البشري العظمى

    (ص وَالْقُرءانِ ذِي الذِّكْرِ) (صّ:1)

    فمن تطهر ... انما مس القرءان ... والتطهر هو في اسقاط البيان المكتسب من النشاط العقلاني كثابت حاكم وتحويله الى خزين معرفي يستدعيه القرءان فقط للتعير مع ذكرى من قرءان ولا يستدعى المعرفة بصفتها علم نافذ من خلال قول بشري وكأنه موصوف بصفة الرائد في النشاط الانساني بل القرءان يستدعي المعيار المعرفي عند مساسه في الذكرى ومن هذه المحطة تقوم علوم القرءان الكبرى

    (وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (المدثر:56)

    (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)


    الحاج عبود الخالدي
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
    أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب على العباد معرفته وطاعته
    بالشرع والنقل .. وليس بالفكر والعقل
    فقد خلق العقل ، وحددت له دائرة عمله التي تنحصر
    في معرفة النافع والضار
    ووسيلته الى ذلك هي التجربة والمشاهدة
    باستعمال الحواس في تحصيل المعلومات
    والاحاطة بالمدركات
    والناس في حظوظهم من العقل متفاوتون
    وفيما غاب عن حواسهم متحيرون
    وفي تقرير الحق مختلفون
    فأنى للعقول البشرية أن تصل الى معرفة صفات الله وافعاله
    وما أعده في الاخرة لعباده وما أرتضاه
    من طاعات للوصول الى رضائه
    الا بما أخبر به نفسه على لسان رسله وأنبيائه .
    مباركة هي رحلتكم في البحث عن العقل الثمين
    في الوعاء الثقافي للأمم
    سلام عليكم

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة قاسم حمادي حبيب مشاهدة المشاركة
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
      أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب على العباد معرفته وطاعته
      بالشرع والنقل .. وليس بالفكر والعقل
      فقد خلق العقل ، وحددت له دائرة عمله التي تنحصر
      في معرفة النافع والضار
      ووسيلته الى ذلك هي التجربة والمشاهدة
      باستعمال الحواس في تحصيل المعلومات
      والاحاطة بالمدركات
      والناس في حظوظهم من العقل متفاوتون
      وفيما غاب عن حواسهم متحيرون
      وفي تقرير الحق مختلفون
      فأنى للعقول البشرية أن تصل الى معرفة صفات الله وافعاله
      وما أعده في الاخرة لعباده وما أرتضاه
      من طاعات للوصول الى رضائه
      الا بما أخبر به نفسه على لسان رسله وأنبيائه .
      مباركة هي رحلتكم في البحث عن العقل الثمين
      في الوعاء الثقافي للأمم
      سلام عليكم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      شكرا كبيرا لحضوركم المتواصل والثري اخي الفاضل ونسأل الله ان يجزل لكم جزاء المحسنين

      جاء في عرضكم الكريم ما مقتبسه :
      أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب على العباد معرفته وطاعته
      بالشرع والنقل .. وليس بالفكر والعقل

      ونسمع القرءان
      (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)

      تفاوت الناس في عقلانياتهم له مسببات تقع في ادارة الله المباشرة لخلقه فهو (المسيطر) و (المهيمن) على الخلق في كل شاردة وواردة والقرءان يؤكد تلك الظاهرة الراسخة في الخلق والتي تخضع لارادة الله وادارته
      (وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (المدثر:56)

      الذكرى هي (فاعلية عقل) والله يتحكم بها (وما يذكرون) الا (ان يشاء الله) وفي القرءان نصوص داعمة كبرى تؤكد ادارة الله المباشرة للعقول البشرية واكثر تلك النصوص وضوحا (بيان مبين) هو
      (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)

      وهنا تبرز بوضوح بالغ ظاهرة (تفاوت العقول) بين الناس ...!! انه علم قرءاني

      سألني سائل ... ما ذنب البوذي في اقليم يطغى فيه الدين البوذي وكيف يعاقب الله انسانا بوذيا ولم يأته رسول يبلغه رسالات الله ..!!

      الجواب هنا في (ادارة الله المباشرة لعقول البشر) لان الله مسيطر على (بوابات العقل)

      (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) (غافر:19)

      وهو الناجز تنفيذيا بيد الله وليس (علم الارشفة) كما يقول مروجي المادة العقائدية ..!! لان لله الحجة البالغة


      (قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ) (الأنعام:149)


      وبذلك يكون (الله) (اكبر) في بلاغه الرسالي من اي نبي او رسول فهو الخالق (المدير) لعقول مخلوقاته (فردا فردا) وما نراه من (اختلاف العقول) هو نتيجة لادارة الهية مباشرة فلا تفتح بوابة العقل (الذكرى) الا بامر الهي مباشر (وما يذكرون) الا (ان يشاء الله) ..

      (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (القصص:56)
      فما يعجز عنه الرسل والانبياء في بلاغهم الرسالي يتممه الله لانه الباديء بالبلاغ وليس تالي على الرسل فبيده مفتاح العقول وهو (أعلم بالمهتدين)


      سلام عليكم
      قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

      قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم ورحمة الله وبركات
        أستاذنا الحاج الفاضل العارف المحترم
        لقد اكد القرءان الكريم على المدركات العقلية
        ومنح العقل الدور الفيصل في التمييز
        ( وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }البقرة44 ْ
        ( لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }يونس16
        وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ }القصص 6
        (وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }آل عمران65
        ويمتدح القرءان الكريم ذوي العقول والمفكرين لأستعمالهم العقل
        {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة179
        {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ }آل عمران190
        {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29
        ويجري القرءان الكريم محاكمات عقلية لاثبات ما هو بصدد اثباته
        وعندها لا يملك العقل السليم الا الايمان والتصديق
        قال تعالى
        {وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً }
        {قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً }
        {أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً }الإسراء49 -50-51
        فباستعمال العقل أستطاع القرءان
        ان ينتصر على الوثنية والشرك
        وأن يحيل الركود الفكري والجمود العقلي
        .. الى حركة تأملية كبرى واصبحت أمة القرءان طليعة
        أمم الأرض واعلاها هداية ورشاد .
        بوركتم لأفاضتكم ومداخلتكم الراشدة شكرا لكم السلام عليكم

        تعليق


        • #5
          رد: بوابة العقل

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          ان حامل القرءان سيرى ان القرءان هو بوابة العقل البشري العظمى


          نرفع من علو ورفعة هذا البيان القرءاني ، وبالمجلس الحواري ادناه بيانات قرءانية غاية في الآهمية لمن اراد التوسع أكثر في هذه الدراسات القرءانية التي تعالج او تضع مباديء معرفية لعلوم العقل والكتاب من خلال التبحر في دراسة علوم القرءان الكريم

          العقل في الأرض والسماوات السبع

          شكرا لانصاتكم ،
          .................................................
          سقوط ألآلـِهـَه
          من أجل بيان الشاهد والمشهود في شهادة ان لا إله الا الله

          سقوط ألآلـِهـَه

          تعليق

          الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
          يعمل...
          X