دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل خلق الله نفسه؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل خلق الله نفسه؟

    السلام عليكم ورحمة الله،

    لا أدري إن كان الموضوع قد عولج من قبل، ولكني سأعرضه على كل حال، فإن وقعت معالجته فأرجو إحالتي على المشاركة المناسبة.

    " اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ " (الزمر‏:62). يقول بعضهم أنه يصح إطلاق لفظ الشيء على الله بدليل قوله تعالى :" قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ" (الأنعام : 19). ولكنهم يذهبون بالاعتماد على نظرية العام والخاص إلى استثناء الله من آية الزمر.

    ولكن هل يصح حسب علم الحرف القرآني تسمية الله بالشيء؟ وهل يمكن استنتاج ذلك حقا من آية الأنعام؟ وإن كان ذلك، فهل معنى آية الزمر أن الله خلق نفسه أيضا؟ أو أنه وجب الاعتماد على آية "ليس كمثله شيء" لاستثناء الله من فعل الخلق؟ وفي هذه الحالة، لماذا ورد لفظ الشيء في آية الزمر بالعموم "كل شيء" أم أن "كل" لا تفيد العموم؟

  • #2
    رد: هل خلق الله نفسه؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أجاب الإسلام على التساؤلات الكبرى في حياة الإنسان إجابة مبنية على العقل مستخدما طريقة التفكير المستنير، وهذه الإجابة تقرر ما في فطرة الإنسان من عجز ونقص واحتياج، وتشكل العقيدة الإسلامية التي بني عليها الإسلام وجعل الدخول في الدين متوقفا على الإقرار بها إقرارا صادرا عن العقل، لهذا تعتبر العقيدة الإسلامية عقيدة عقلية أي تم التوصل إليها عن طريق العقل، لأنها تبحث في الواقع الذي يقع تحت الحواس وهو الكون والإنسان والحياة، إذ بينت العقيدة الإسلامية أن هناك خالقا خلق الكون والإنسان والحياة، وقد خلقها وخلق كل شيء من عدم، لان معنى كلمة خالق انه يوجد الأشياء من عدم، وهذا يعني أن الأشياء تستند في وجودها إليه وهو لا يستند في وجوده إلى شيء، وهو واجب الوجود لا يعتمد في وجوده على شيء، أما المخلوقات فهي ممكنة الوجود لأنها تعتمد في وجودها على شيء لأنها عاجزة عن إيجاد نفسها وناقصة في كل جانب من جوانبها ومحتاجة لمن يدبرها، فالله سبحانه وتعالى غير مخلوق وإلا لما كان خالقا. .
    أما أنه لا بد للأشياء من خالق يخلقها فذلك أن الأشياء التي يدركها العقل هي الإنسان والحياة والكون، وهذه الأشياء محدودة، فهي عاجزة وناقصة ومحتاجة إلى غيرها. فالإنسان محدود لأنه ينمو في كل شيء إلى حـد ما لا يتجاوزه، فهو محدود. والحياة محدودة، لأن مظهرها فردى فقط، والمشاهد بالحس أنها تنتهي في الفرد، فهي محدودة. والكون محدود لأنه مجموع أجرام وكل جرم منها محدود، ومجموع المحدودات محدود بداهة، فالكون محدود. وعلى ذلك فالإنسان والحياة والكون محدودة قطعا. وحين ننظر إلى المحدود نجده ليس أزليا وإلا لما كان محدودا فلا بد أن يكون المحدود مخلوقا لغيره، وهذا الغير هـو خالق الإنسان والحياة والكون، وهو أما أن يكون مخلوقا لغيره، أو خالقا لنفسه، أو أزليا واجب الوجود. أما أنه مخلوق لغيره فباطل، لأنه يكون محدودا، وأما أنه خالق لنفسه فباطل أيضا، لأنه يكون مخلوقا لنفسه وخالقا لنفسه في آن واحـد وهذا باطل أيضا، فلابد أن يكون الخالق أزليا واجب الوجود وهو الله تعالى.
    السلام عليكم

    تعليق


    • #3
      رد: هل خلق الله نفسه؟

      السلام عليكم ورحمة الله بركاته

      نشرت في المعهد بعض الحوارات وبعض المواضيع المتصله بتساؤلكم وهي ترتبط بجدلية التكوين لـ الذات الالهية الشريفه وقد خاض مخاضها كثير من الفلاسفه القدامى والمعاصرين الا ان تلك الجدلية رفضت من قبل المدرسة الاسلامية ابان ربيع الفقه الاسلامي في القرن الثالث الهجري وما بعده وكانت تصدر احكام قاسية بمن يتصدى للذات الالهية الشريفة او يقترب منها قولا وصدرت فتاوى بتحريم الفلسفة عموما

      قبل ان نسأل (هل خلق الله نفسه) نتسائل (هل نستطيع ان نجيب على ذلك السؤال ؟) فاذا كنا قادرين فعلينا ان نبين (الكيفية) التي نجيب بموجبها على ذلك التساؤل واذا قلنا لا نستطيع الجواب على ذلك السؤال فحري بنا ان ندرج السبب او مجموعة الاسباب المانعة من تلقف الفهم لـ كينونة الذات الالهية الشريفة .. مثل تلك الفارقة العقلية ليست حصرا في موضوع كينونة الذات الشريفة بل تخص اشياء كثيرة يغلفها المجهول من كل صوب بحيث لا يستطيع العقل البشري اختراق غلاف المجهول من اي جهة نوجه عقولنا نحوه مثل السؤال عن كينونة الزمن فلا نستطيع ان نمسك بجزيئة الزمن لنفحص كينونتها في المختبر ولا نستطيع ان نتصور المالانهاية للزمن ولا نقدر ان ندرك حالة تصفير الزمن (لا زمن) ولا نقدر ان نعيد الزمن الى الوراء لهنيهة واحدة لنعرف حيثيات ذلك المخلوق الزمني كما نفعل مع الماء حين نعيده الى اولياته لنعرف تكوينته مختبريا .. الامثله كثيره عن معالجة المجهول التكويني عموما ومن اشهرها لا يزال العقل البشري رغم حجم تقنياته الهائل ان يجيب هل يوجد مخلوق عاقل في الاجرام السماوية ام لا كما يعجز العلم ان يجيب على سقف سرعة الضوء ولماذا الضوء بهذه السرعة دون غيرها فلا يتباطأ ولا يتسارع !! فكثير من المجاهيل منقطعة الرابط مع العقل وليس الذات الالهية الشريفة فقط

      في تساولكم عن الاية في سورة الزمر ان الله خالق كل شيء الا ان من الخطأ ان نتصور ان الله (شيء) لان الذات الشريفة لا يمكن تجسيمها او شخصنتها في شيء فهو ليس كمثله شيء فكيف لنا ان نتخذ من نص انه (خالق كل شيء) يعني ان الله شيء مخلوق كما هي الاشياء فخلق نفسه !! فلن يكون (الصانع مصنوع من جنسه) فالماكنة التي تصنع اقداح الزجاج لا يمكن ان تكون تكوينتها من زجاج ولا يمكن لماكنة تصنيع الخيوط ان تكون من جنس الخيط وتلك بداهة عقل لا يمكن الافلات منها وبذلك علينا ان نقيم واصفة تصف عقولنا ونحن نفكر ونتسائل هل يمكن لـ المصنوع ان يهيمن على الصانع او ان يعي تكوينته فالثوب الذي نصنعه ونلبسه ليس بقادر على معرفة كينونة صانعه او الهيمنه على الصانع لان الثوب (شيء) والصانع ترك اثره في الثوب المصنوع الا انه لم يترك كينونته هو في ما صنع فتبقى تكوينة الصانع خارج هيمنة المصنوع بكامل تفاصيلها ورغم ان مثلنا انصرف الى الثوب بصفته جماد الا ان (جماد العقل) في رصد تكوينة الخالق شأن مطابق من حيث المادة العلميه المقروءة في علوم الله المثلى وقد نشرت تلك البيانات في بعض حوارات المعهد نوجزها في المعالجة العلمية التالية وهي تخص علوم العقل التي يمكن ادراكها بالفطرة الايمانية المجردة

      العقل البشري والعقل عموما يدرك كل شيء من خلال صفة (المختلف) وهو من رشاد قرءاني في تذكرة نعقلها في { وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ } (سورة الفجر 3) وهي ءاية مستقلة ببيانها الدستوري الذي يقيم تذكرة (المختلف) بين الشفع والوتر وكليهما يحمل رابط بدلالة حرف الواو وهي بنية العقل البشري وغيره اي العقل العام عموما في كل شيء مخلوق فهو مبني على (المختلف) فنحن لا ندرك الاسود الا من من خلال الابيض ولا ندرك الطويل الا من خلال القصير فكل صفة ندركها برابطها الذي تحمله محملا تكوينيا فندرك الاشياء كلها عدا (ذات الله الشريفة) لانها لا تمتلك مختلف فالله (ليس كمثله شيء) وكذلك (هو الله أحد) و (لم يكن له كفو احد) فيعلن العقل البشري صراحة ان الذات الالهية الشريفة لا يمكن ادراك كينونتها بكامل تفاصيل الكينونة سواء كانت مجسمة او غير مجسمه او كانت قبل اللانهاية او بعدها او ان تكون قبل الازل او بعده وذلك الرشاد ليس فلسفه بل هو مادة علمية نتعرف بها على حدود عقولنا ومن ثم نعترف اننا لا نستطيع توسيع كينونة خلق عقولنا لنعرف من خلق الله او كيف خلق الله نفسه .. مثل ذلك الشأن العقلي لا يخص مداركنا للذات الالهية الشريفة بل يتسع لكثير من التساؤلات مثل الزمن فالزمن لا يمتلك مختلف لكي يدرك العقل تكوينته اما اجزاء الزمن المختلفة فهي لا تختلف بالزمن بل تختلف فيزيائيا بدوران الارض حول نفسها فندرك الليل من النهار وذلك لا يوصلنا الى كينونة ذات الزمن وهو يشكل حافة علمية عقيمة في علوم العصر لعدم وجود مختلف للزمن كأن يكون (لا زمن) لنعرف كينونة الزمن

      في الاشياء المادية والعقلانية يوجد (مختلف عام) الا وهو (العدم) فـ حين نرى (جبل) او سحابة غيم ندركها من خلال مختلفها (العدم) فهنا (جبل) وهناك (لاجبل) فندرك الجبل بموجب نظام (الشفع والوتر) فالشفع مشفوع بمختلفه والوتر الواحد مرتبط بعدمه الا ان عقولنا لا تستطيع تفعيل نظام المختلف عن الله لان الله سبحانه ليس له مختلف ندركه فهو (احد ليس له كفو احد) كما لا يمكننا تصور (عدم الله) لان المخلوق يعني وجود خالق والمصنوع يعني وجود صانع .. مثله الزمن ليس له مختلف يشفع مع وتره وليس له عدم فالزمن لا يتوقف

      { يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ } (سورة الأَعراف من الايه 187)

      فالساعة (حاوية السعي) لا يمكن ادراك عدمها (ايان مرساها) لان مشغل علتها عند الله .. فـ محدودية العقل البشري محكمة البناء في حاجاته فاي حاجة بشرية يمكن ادراك مساربها والوصول اليها وكل ما خرج عن حاجة البشر يتوقف عند حدين

      (الاول) هو العقم العقلي لان العقل محدد بحاجاته الا ان تطوير حاجاته ذات حدود واسعه او بلا حدود فلا تطور بلا حاجة

      { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا ءاتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (سورة البقرة 63)

      (الثاني) الضلال ... فبقدر ما يوجد في العقل قدرات لتأمين حاجة البشر توجد مخارج عن الحاجات بسبب الضلال كما يجري في زمننا المعاصر فكثير من الممارسات قامت وهي لا تشكل حاجة بشرية مرتبطه بنظم الخلق فحصل الضلال البشري عموما بسبب التحضر الاعمى

      { إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ
      وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } (سورة يونس 24)

      نسأل الله ان يهبنا حسن التوفيق في منح السؤال حقه

      فضلا من الاشراف العام ان يردف هذا المتصفح بمرابط المواضيع ذات المضمون المشترك مع هذه المعالجه

      السلام عليكم


      قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

      قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

      تعليق


      • #4
        رد: هل خلق الله نفسه؟

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        شكرا لفضيلة الحاج الخالدي جزاه الله خيرا ، بادناه مراجع ذات صلة :


        من هو الله ...؟ اين يكون الله ؟

        http://www.islamicforumarab.com/vb/t1751/


        مدركان لا يملكان (المختلف العام) الا هو (العدم) وهما الذات الالهية الشريفة (الله) والزمن وكلاهما لا يمتلكان مختلف عام في العدم ولا يمكن تصور عدم وجود الخالق لان المخلوق موجود ولا يمكن تصور انعدام الزمن

        الله سبحانه وتعالى ليس له مختلف وليس له ظهير او ولد وليس له شبيه يشاكله لكي يكون له (مختلف) ولا يمكن للعقل أن يتصور عدم وجود الخالق ليكون للعقل القدرة على ادراك كينونة الخالق (الذات الشريفة) فهي لا تدرك من خلال تكوينة العقل وهو عجز تكويني وليس عجز معرفي اي ان زيادة المعارف واتساعها وعمقها لن يوفر للعقل البشري فرصة التعرف على الذات الالهية الشريفة وبالتالي فان اي وصف للذات الشريفة يعتبر هراء كمن يدعي ان له بيتا في الشمس ..!!

        تلك الراصدة العقلانية باتجاه الخالق تعتمد على تفاعلية عقلية فردية تظهر من خلالها فاعلية العقل التكوينية ومن خلالها نستطيع تحديد قدرة العقل على عدم ادراك الخالق كينونة (الذات الشريفة) ومن تلك الحدود في المقدرة التي يمتلكها العقل تقوم نتيجة حتمية إن رصد الذات الالهية فيها عجز تكويني وذلك العجز التكويني ليس نقصا في العقل بل يعني حدود العقل في الإدراك

        (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) (لأعراف:143)


        المصدر : الفطرة والعقيدة ( ثقافة التوحيد )

        http://www.islamicforumarab.com/vb/t1151/


        تسعة عشر : المشاركة 9

        http://www.islamicforumarab.com/vb/t122/


        زندقة في الزمن المعاصر
        http://www.islamicforumarab.com/vb/t1154/

        .................................................
        سقوط ألآلـِهـَه
        من أجل بيان الشاهد والمشهود في شهادة ان لا إله الا الله

        سقوط ألآلـِهـَه

        تعليق


        • #5
          رد: هل خلق الله نفسه؟

          السلام عليكم ورحمة الله،

          شكرا على توضيح مسألة صفة (المختلف) التي من خلالها يدرك العقل البشري الأشياء. ولكن هذا لا يجيب على سؤالي بطريقة مباشرة، وسأوضح أكثر مرادي من السؤال.

          لنأخذ الآيات نفسها ونحاول دراستها من خلال معاني ألفاظها هي. فآية الزمر مثلا تقول بأن الله "خالق كل شيء" بدون تحديد أي استثناء. والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن : ما المقصود ب "كل شيء" ؟ أو بالأحرى ما معنى لفظة "كل" وما معنى لفظة "شيء"؟ هل تعني "كل" العموم وما الدليل على ذلك؟ وهل تدل لفظة "شيء" فقط على ماهو مجسم؟

          ثم إنه لم تتعرض إلى آية الأنعام والتي هي محلّ الإشكال. فما الذي نستنتجه من هذه الآية؟ أنّ الله شيء، كما ذهب إليه الكثير؟ أم أن المقصود هو أن شهادة الله هي الشيء الأكبر شهادة (وبذلك يمكن للشيء أن يطلق على اللفظ المعنوي كلفظ الشهادة)؟ إذا ذهبنا إلى كون الله شيئا، وإذا كان "كل شيء" يفيد العموم، فالله يدخل في هذا العموم، ويكون الله بذلك خالقا لنفسه. قد تنحلّ الإشكالية إذا قلنا بالرأي الثاني (وهو أن شهادة الله هي الشيء المقصود بالأكبر شهادة)، ولكن تبقى لدينا آية "ليس كمثله شيء". في رأيي أن هذه الآية لا تنفي أن الله شيء بقدر ما تؤكد هذا المعنى ولكنها تنفي أن كينونة الذات الإلهية (كشيء) مختلفة عن كينونة بقية الأشياء، وهو ما تؤيده آيات سورة الإخلاص. وهو ما تذهب إليه أخي الحاج حين تتعرض لمسألة صفة (المختلف) و (المختلف العام) لكن هذا لا يتعارض مع إطلاق لفظ "الشيء" على الله.

          أرجو أن الإشكالية قد توضحت أكثر عسانا نجد لها حلا مقنعا.

          تعليق


          • #6
            رد: هل خلق الله نفسه؟

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            الموضوع اخي الفاضل يحتاج الى (عمق فكري) خارج نظم الفلسفة او مدرسة الفقه التقليدية حين (قالوا) بل علينا ان نتجرد من الجدلية القديمة في ما قيل ونبحث في عقولنا المعاصرة عن حلول معاصرة ايضا وذلك من حقنا وحق كل حامل عقل معاصر وقلنا في معرض معالجتنا لتساؤلكم ان (الصانع ليس من جنس المصنوع) وبمثله فان المخلوق لن يكون من جنس الخالق وتلك بداهة عقل لا يمكن الفرار منها

            خالق كل شيء لا يمكن ان يكون الشيء المخلوق شريكا في الخلق .. لفظ (شيء) في علم الحرف القرءاني يعني (مكون فاعليات متعددة متنحية) لـ (حيز) فكل مخلوق من اصغر صغيرة في الخلق لاكبر ما يمكن ان نتصوره من الخلق هو (مكون) وهو (كن فيكون) ويمتلك (فاعليات متعددة متنحية) لـ (حيز) اي تتفعل من الحيز نفسه الى خارجه (متنحية) مثل ذرة الاوكسجين ففاعلياتها مع العناصر الاخرى تقع في (وعاء متنحي) عندما يرتبط الكترون من الاوكسجين (يتنحى عن كينونته) ليرتبط بمدار ذرة عنصر اخرى ونفس الوصف يكون في الذرة الاخرى المرتبطه بذرة الاوكسجين وذلك هو وصف موجز لمفصل مرئي علميا في مفاصل الخلق واذا رصدنا الكرموسومات في سلمة اعلى لوجدنا ان فاعليتها متنحية عنها فتراها في لون التفاحة او طعمها او عطرها او في شكل الوليد من رحم امه فالتفاحة والوليد (حيز) لـ مكون مخلوق (شيء) خرج من فاعليات متعددة متنحية من المكون المخلوق

            يمكن ان نستثمر تلك المعالجة الفكرية في (صفة المكون) ونفهم حقيقة مقاصد الله في وصف الخلق في التكوين حين نقرأ

            { إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } (سورة النحل 40)

            { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } (سورة يس 82)

            { هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } (سورة غافر 68)

            تلك هي صفة الخالق عند الخلق (يقول لشيء) كن فيكون فكيف يكون هو شيء وهل من وراء الله خالق ءاخر جعل الله (شيء) فقال له كن فكان ..!!

            تبقى الهمة العقلية وكل مساحة العقل الفكرية عاجزة (عجزا علميا) عن ادراك كينونة الذات الالهية الشريفة لنقص تكويني فـ المخلوق كيفما يكون عقله وقدرته ولو اجتمع كل المخلوقات بمختلف اطيافها وعناصرها انسانا كانت او حيوان او نبات او جماد على زمن سرمدي لا حدود له ان تصل الى حدود الخالق وتخترقها فذلك لن يكون لاسباب تكوينية موجودة فينا ويمكننا ان نرصدها في انفسنا قبل ان نرصدها في الله الخالق فلا يمكن لـ (الابن) ان يكون شريكا تكوينيا لـ (اباه) لان في ذلك استحالة تكوين الا ان الابن يمكن ان يحمل صفات اباه وذلك ما صرح به النص القرءاني الشريف في علاقة المخلوق بخالقه خصوصا الانسان

            { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (سورة الأَعراف 180)

            اذا عرفنا ان (الاسم) يعني في القرءان انه (الصفة الغالبة للمسمى) فان الله قد اجاز للبشر استدعاء الصفات الحسنى لله بغالبيتها اما الطموح في اكثر من ذلك فهو يقع في عقم علمي متين

            السلام عليكم
            قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

            قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

            تعليق


            • #7
              رد: هل خلق الله نفسه؟

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              وجدنا من الضروري ان ننقل اليكم المعالجة التالية التي وردت في موضوع مشابه لتساؤلاتكم

              نص المشاركه وجوابها :

              السلام عليكم ورحمة الله

              الله انشأنا من الارض والله أوجدنا واستعمرنا في الارض وهو خلق الارض والسموات وما بينهما فكل شيء خلقه الله فكيف نستطيع ان نحجم عقولنا لكي لا تسأل عن وجود الله وسبب وجوده كخالق وحيد فهل من وسيله نخرس فيها عقل من يتسائل تلك الاسئلة ولماذا نخرسها اذا كان هنلك جواب واضح يلغي وجود تلك الاسئله ولا يخرس العقل .. سألتها احد رجال الدين فامتعض مني وقال ان تلك الاسئله هي المدخل الى الالحاد والكفر وقال ان من يسألها يسمى (زنديق) فهل حقا لا يحق لنا ان نسأل مثل تلك الاسئلة وفي هذا المعهد المبارك تميز ملحوظ في الجواب على الاسئلة الحرجة

              السلام عليكم


              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              فطرة العقل البشري هي التي تحدد نوع الحق في الاسئلة الحرجة واذا بالغنا في تضخيم الصفة تلك فالعقل يسأل العقل هل يحق لنا ان نسأل (هل يوجد نخلة في المريخ ..؟) او هل يوجد مخلوق على المشتري ؟؟ من تلك الصورة الفكرية المقلوبة على عقبها الفطري نضع ميزان محدد الاوزان لـ حق التساؤلات فيظهر الوزن التكويني في ان (التساؤل الحق) يجب ان يرتبط بضرورة (الحاجة) من السؤال !! فاي سؤال لا حاجة ضرورية له لا يحمل بطبيعته صفة الحق لانه لا يرتبط بحقيقة مرئية ترتبط بنا يمكن الامساك بها لذا قيل شعبيا ان (هذا تساؤل منطقي) وذاك (تساؤل غير منطقي) والمقصود بالمنطق هنا (الفطرة العقلية) التي تقبل او لا تقبل السؤال

              ذلك الترشيد الفكري يمكن ان نراه ونمسك بخيوطه الفكرية مع انفسنا قبل ان نرتقي بالسؤال عن وجود الله وسبب وجوده كخالق عندما نقوم بتصغير السؤال ونسأل عن امكانية معرفة مسلسل الاباء الذين اوجدونا وقد نصل الى عشرات الاسماء لمسلسل الاباء او مئات وربما اكثر لانهم سبب وجودنا المادي المسمى بشكل مبين

              { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ } (سورة المؤمنون 12)

              الا اننا خلقنا من (أباء وامهات) وليس من ءاباء فقط فالانسان اهتم بنسبه في الاباء فقامت له (حاجة النسب) ابوية الصفة وهجر نسبه في الامهات ولا نملك اي وسيله توصلنا الى مسميات جداتنا وابائهن او سبب ارتباطهن بابائنا الا استثناءا حيث تبدأ (الحقيقة) في وجودنا (ابانا وامنا) (وجدنا وجدتنا) ومن ثم تضعف تلك الوسيله المعرفية ثم تضعف وتضعف مرابط الحقيقة كلما اردنا ان نخترق الزمن الماضي اكثر واكثر لمعرفة الاشياء والصفات حتى وان كانت تمثل لنا حاجة ما قد تنفعنا ونحن احياء

              سبب وجود الله بصفته (خالق) تدركه فطرتنا فهو وجود من اجل الخلق مثلما نرى وجود النساج من اجل ان ينسج الاقمشة وسبب وجود الصناعي عموما من اجل الصنع ووجود المزارع من اجل الزرع وتلك هي الاسباب التكوينية ومثله سبب وجود الخالق من اجل ان يخلق اما من اوجد الله فذلك ما لا يحق لنا السؤال عنه لانه لا يمثل (حاجه) يمكن ان تنفعنا في شيء فنحن حين نرى سلعة نشتريها ندرك بفطرتنا ان من ورائها صانع صنعها وحين نسأل عن سبب وجود الصانع نعلم ان (الربح) هو سبب وجوده الا اننا لا نستطيع ان نسأل عن كيفية الربح وشكله وكميته وكذلك لا نستطيع ان نسأل لماذا اختار صانع السيارات تلك الصنعة دون غيرها فان الحاجة الى طرح تلك الاسئلة تتدهور فلا حاجة معرفية او علمية لنا بمسلسل تلك الاسئلة وعدم حاجتنا تقع في مساحة تكوينيه وليس لها رابط مع رغباتنا المجردة من الحاجة فقد يتسائل الفضولي ما يشاء الا ان معالجتنا (علمية محض) ترصد كينونة التساؤل ولا ترتبط بالفضول المعرفي فالسؤال عن سبب (وجود الخالق) لا يرتبط بكينونة حاجة من حاجاتنا لتكون عقولنا مؤهلة لـ الجواب ومن ذلك يتضح ان عدم اهلية العقل البشري ليسأل عن سبب وجود الله هو من كينونة خلق العقل وليس من رابط رغبات العقل في معرفة ما وراء الخلق من نظم لاننا نعيش في وسط حياتي يعتبر وعاء حاجاتنا ومن خلف ذلك الوعاء لا تقوم لدينا حاجه عقليه او ماديه نافذه .. الثابت العلمي للسطور اعلاه يقع في النص الشريف التالي

              { وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } (سورة الأَعراف 143)

              فـ رؤية كينونة الله احيلت لـ (النظر الى الجبل) فـ العقل غير مؤهل لـ يرى كينونة الله بل يستطيع ان ينظر لـ كينونة الخلق لانه اثر الخالق فنظر موسى لـ الجبل فلما تجلى الله في الجبل كخالق يصاب العقل بالغيبوبة ويحتاج بعدها لـ صحوة (فلما افاق) وعندها يستوي العقل ضمن مؤهلاته ولا يتجاوزها لان العاقل سيعرف حدود عقله (قال سبحانك اني تبت اليك) وانا اول المؤمنين !!

              السلام عليكم

              الرابط :

              تساؤل عن ماهية الوجود !!
              قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

              قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

              تعليق


              • #8
                رد: هل خلق الله نفسه؟

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له شريك في الملك ولا ولي من الذل تقدست أسمائه سبحانه لا ضد ولا ند ولا صاحبة ولا ولد أما بعد :
                فإن سؤالكم هذا أخي الكريم سؤال قديم سأله اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم وسأله المشركون أيضا : فكان جواب القرآن عليه جليا واضحا قال الله تعالى
                قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
                و لقد جاء في سبب نزول هذه السورة روايات عدة فمنها
                أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم هذا الله خَلَق الخلْق ، فمن خلَقَ الله؟ فنزلت هذه السورة جواباً لهم ، قاله قتادة .
                الثاني : أن مشركي قريش قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم انسب لنا ربك ، فأنزل الله هذه السورة ، وقال : يا محمد انسبني إلى هذا ، وهذا قول أُبي بن كعب .
                الثالث : ما رواه أبو روق عن الضحاك أن المشركين أرسلوا عامر بن الطفيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : قل له شققت عصانا وسببت آلهتنا وخالفت دين آبائك ، فإن كنت فقيراً أغنيناك وإن كنت مجنوناً داويناك ، وإن هويت امرأة زوجناكها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لست بفقير ولا مجنون ولا هويت امرأة ، أنا رسول الله إليكم ، أدعوكم من عبادة الأصنام إلى عبادته » ، أرسلوه ثانية وقالوا له : قل له بيّن لنا جنس معبودك ، فأنزل الله هذه السورة ، فأرسلوه ثالثة وقالوا : قل له لنا ثلاثمائة وستون صنماً لا تقوم بحوائجنا ، فكيف يقوم إله واحِد بحوائج الخلق كلهم؟ فأنزل الله سورة الصافات إلى قوله { إن إلهاكم لواحد } يعني في جميع حوائجكم ، فأرسلوه رابعة وقالوا : قل له بيّن لنا أفعال ربك ، فأنزل الله تعالى : { إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض } الآية ، وقوله { الذي خلقكم ثم رزقكم } .


                قال ابن المبارك : و سميت بسورة الاخلاص لأن فيها إخلاص لله من كل عيب ومن كل شريك وولد ، قاله عبد الله ابن المبارك



                و جزاكم الله خيرا و صلى الله وسلم على حبيبنا محمد و على آله وصحبه اجمعين

                تعليق


                • #9
                  رد: هل خلق الله نفسه؟

                  السلام عليكم

                  وبعد يا اخي .

                  اولا لايجوز ان نقول على الله ما لا نعلم (الله لا تدركه الابصار ) انت لم تكن شئ قبل مائة عام وها انت شئ يذكر في زمن ومكان لكن الله كان ولم يكن شئ وكان عرشه على الماء . هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . فاية الانعام قل اي شئ اكبر شهاده .

                  انت شئ هل تستطيع ان تشاهدني الان وفي اي مكان انا ؟ طبعا واكيد (لا) لكن الله شهيد . الله عالم الغيب والشهادة شهيد على كل عمل وحركة نقوم بها ولجميع الخلق في وقت واحد فهو اكبر شهاده يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور هو الاول والاخر والظاهر والباطن . هذا واستغفر الله العظيم

                  تعليق


                  • #10
                    رد: هل خلق الله نفسه؟


                    السلام عليكم

                    (( لان العاقل سيعرف حدود عقله (قال سبحانك اني تبت إليك وانا اول المؤمنين !!))

                    جواب يقطع الاقوال والروايات بليغ وشافي من العلامة الجليل الحاج عبود اسأل الله ان يزيده بسطة في العمر والعقل .

                    نبي الله موسى عليه السلام عرف حدود عقله بعد ان صعق وافاق من صعقته اعلن توبته وايمانه رغم انه لم يرى الله جهرةً.
                    وكذا الجنين وهو في رحم امه له حدود ولايعلم شئ عن الحياة التي تنتظره خارج حاويته ولايتوقع او يتخيل مابهذه الدنيا بكل موجوداتها من اشياء وحقائق ونحن في هذه الحياة الدنيا نشبه الجنين لانعلم حقائق ماخارج دنيانا الا وفق ما اوضح لنا خالقنا في الخارطة القرءانيه واولها حقيقة ( وما أوتيتم من العلم الا قليلا).

                    فعلمنا اليوم بما وصل اليه من تقدم وتطور ادوات مازال في مرحلة اقل القليل عاجز عن اكتشاف ماهية فيروس بسيط مثل الانفلونزا رغم اصابته لنا اكثر من مرة في السنه وهو مخلوق فما اجرأنا على محاولة معرفة ذات الخالق ونحن عاجزون عند اضعف مخلوقاته سبحانك لاعلم لنا الا ماعلمتنا،،

                    تعليق

                    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
                    يعمل...
                    X