السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } (سورة الشعراء 3)
باخع .. بخع
باخع .. بخع
لفظ (بخع) يمكن تخريجه فهو اذن جذر عربي حسب منهج البحث المعتمد في (اللسان العربي المبين) واللفظ في بناء عربي فطري بسيط (بخع .. يبخع .. باخع .. ابخع .. بخيع .. بخوع .. مبخع .. و .. و ) الا ان تلك التخريجات غير مستخدمة في منطق الناطقين لاسباب قد تتعلق بوظيفة اللفظ والصفة التي يستخدم لها فقد تكون قليله ونادره كما سنرى او قد تكون في الفاظ اخرى بسب (ثقل النطق) مما يدفع الناطقين لبدائل لفظية اخرى في تغطية مقاصدهم
نستخدم نفس المعالجة في (الترتيل الحرفي السباعي المزدوج) ونحاول ترتيل سبعة ازواج لنراقب تغير المقاصد عند استبدال حرف العين بحرف السين كما يلي :
1 ـ بخع من .. (بَاخِعٌ نَفْسَكَ) .. بخس .. من { وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ }
2 ـ رعى .. من .. { لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا } .. رسى .. من .. { وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ }
3 ـ رجع .. من .. { وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ } .. رجس .. من .. { وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ }
4 ـ عمر .. من .. { فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا } .. سمر .. من .. { فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ }
5ـ عرب .. من .. { عُرُبًا أَتْرَابًا } .. سرب .. من .. { مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ }
6 ـ عر .. من { فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ } .. سر .. { فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ }
7ـ عم .. من { عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ } .. سم .. من .. { حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ }
في منطقنا نستخدم لفظ (بخ) حين يراد منه وصف تحويل السائل الى رذاذ فيقال له (بخ الماء) ويستخدم نفس اللفظ عندما يوصف باثق البنزين داخل حجرة خلط الهواء بالبنزين فيسمى ذلك الوصف (بخاخ) .. وفي لسان العرب يقال (بخ لك يا فلان على ما أتاك) وحين يكون اللفظ (بخع) يكون القصد وراء الحروف المستخدمه مع غياب منطق النطق
لفظ (بخع) في علم الحرف القرءاني يعني (نتاج قبض سريان فاعليه)
لفظ (بخس) في علم الحرف يعني (غلبة قبض سريان فاعليه)
الفارقه بين الصفتين ان بخس الاشياء هو التقليل من صفة فاعليتها لان الصفة فيها قبض غالب عند بخسها والتقليل من ثمنها او من اهميتها اما البخع فهو نتاج مقبوض لفاعلية سارية وهو في القرءان عندما (لا يكونوا مؤمنين) وفي نص ءاخر جاء عندما لم يؤمنوا بالحديث الرسالي
{ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى ءاثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا } (سورة الكهف 6)
فعملية بخع النفس نتيجة لـ قبض سريان فاعلية الامان او الايمان بالحديث الرسالي فيضيق الصدر ويحصل (بخع النفس) وحين يدرك حامل البلاغ سنن الله يخف الاحتقان النفسي وجاء وصف علة ذلك في النص التالي
{ وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ } (سورة الشعراء 5)
فهو ان لم يؤمنوا (يبقون بلا امان) سواء بالبلاغ الرسالي او بالحديث فانه نتيجة لموقعهم التكويني مع ذلك البلاغ وذلك الامان هو نصيبهم بما كسبت ايديهم فيقوم الاعراض اي (معارضة) الذكر المحدث وجاء في القرءان ما يربط لفظ (باخع) ببدائل لفظة تحمل نفس المقاصد من حيث الطيف العام
{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ } (سورة الحجر 97 - 98)
وطلب التسبيح بحمد الله يعني دعوة للرسول عليه افضل الصلاة والسلام والمستن بسنته الشريفة ان يرى حكم المعارضين لذلك الحدث الرسالي بانهم في استحقاق لما هم فيه وما يؤكد ذلك الرشاد الفكري النص الشريف التالي
{ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ ءايَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } (سورة الشعراء 3 - 4)
وذلك يعني سبب ضيق النفس هو من منهج الهي متين ان لا يؤمنوا بهذا الحديث فاذا عرف الداعي الى الله ان عدم ايمانهم هو حكم الله وليس قصور منه فينتهي ضيق الصدر من تلك الصفة في عدم امانهم ويعتبره (نتيجة مقبوضة لسريان فاعلية) هي فيهم فينتهي بخع النفس
السلام عليكم
اترك تعليق: